العربية لحماية الطبيعة | أريحا
8تشرين الأول/ أكتوبر 2024
رغم قسوة التحديات التي تتنامى يومًا بعد يوم، تواصل "العربية لحماية الطبيعة" رحلة الدعم والمساندة للمزارعين الفلسطينيين. فقد أتمت المنظمة مؤخرًا زراعة 2000 شجرة مثمرة، بتمويل من "شركة أدوية الحكمة"، على أراضي قرية عقابا في منطقة أريحا. هذه المبادرة تأتي في إطار سعي حثيث لتعزيز صمود المزارعين وتحصين أراضيهم أمام مخاطر المصادرة المستمرة، في قرية تقاوم على كل الجبهات، حيث تبدو كل شجرة تُزرع كأنها جدار صغير يواجه رياح الاحتلال العاتية.
تقع عقابا في شمال شرق الضفة الغربية، وهي مثال حي على ما يعانيه الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، فهي محاصرة بقاعدتين عسكريتين وسلسلة من الحواجز، ما جعل الاتصال مع البلدات المجاورة والأسواق أمرًا شبه مستحيل. ومع تصاعد هذه القيود، تواجه 97% من مباني القرية أوامر هدم، في مشهد يعبّر عن معاناة عميقة لا تقتصر على العمران، بل تمتد إلى البشر.
منذ عام 1967، تراجع عدد سكان عقابا من حوالي 2000 نسمة إلى ما يقارب 300 نسمة اليوم، بفعل سياسات الهدم والتهجير القسري، حيث كانت القرية فيما مضى تمتد على 5000 دونم من الأراضي الزراعية الخصبة التي اشتهرت بزراعة الحبوب والزيتون اللوزيات، لكن الاحتلال وبعد مصادرته 805 دونمات لأغراض عسكرية وتوسيع المستوطنات، قلّص تلك المساحات بشكل كبير، ليترك المزارعين في صراع دائم للحفاظ على ما تبقى من أرضهم.
اليوم، تقف عقابا على شفا فقدان أراضيها الزراعية، حيث أن معظم تلك الأراضي تقع ضمن المنطقة "C" الخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة، وهو ما يعمق معاناة سكانها ويزيد من التحديات التي تقف في وجه صمودهم، إلا أن الإرادة لا تزال متجذرة مثل تلك الأشجار التي تغرسها الأيادي الفلسطينية.