عقد التحالف الدولي للسيادة على الغذاء (PCFS) ندوة الكترونية "ويبينار" (9 تشرين أول\اكتوبر 2020) بهدف إيصال مطالب وتوصيات المجتمعات الريفية في مواجهة ومعالجة الأزمات الغذائية في العالم، بمشاركة مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، والمقرر السابق هلال إلفير (2014-2020)، إلى جانب 12 مختصاً يمثلون القطاع الفلاحي والعمال الزراعيين والمرأة الريفية والصيادين والشعوب الأصيلة، وبحضور نحو 100 شخصية من مختلف القارات والدول.
وتأتي الندوة ضمن فعاليات حملة (Hunger For Change) التي ينظمها التحالف الدولي للسيادة على الغذاء، بمناسبة اليوم العالمي للغذاء (يوم الجوع العالمي)، للتعبير عن الاحتجاج السنوي ضد النظام الغذائي العالمي غير العادل والمستدام.
وافتتحت الندوة رزان زعيتر، الرئيس المشارك للتحالف، ورئيس العربية لحماية الطبيعة، والشبكة العربية للسيادة على الغذاء، مؤكدة على أهمية العمل على مستوى دولي، استناداً إلى الهموم والأوجاع المشتركة، مشددة على الفرق الذي سيتركه العمل الموحّد في التأثير بالسياسات الغذائية في العالم.
وبينت زعيتر أهمية الندوة في تعزيز التضامن بين المنظمات الشعبية ,توحيد الأصوات المطالبة بإصلاحات في النظم الغذائية العالمية، وفضح التراجع الزائف للشركات النيوليبرالية التي تقود هذه النظم لمصالحها الضيقة، إضافة إلى إظهار الكفاح المستمر لأبناء الريف ونضالاتهم، لعل هذه المطالبات تصل إلى أسماع وضمائر المشاركين في "قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية" المرتقبة في عام 2021.
بدوره قال مايكل فخري، المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، إن من الأولويات التي يسعى إلى تحقيقها تعزيز الزراعة الإيكولوجية، وتثبيت حق الوصول للموارد من قبل الفلاحين خاصة البذور، والعمل للحيولة دون استخدام الغذاء كسلاح في الأزمات والحروب.
وشكر فخري التحالف على جرأته في طرح أثر الاستعمار والامبريالية على الغذاء في الوقت الذي تسكت فيه المنظمات الأخرى، وأكد على أهمية أن تبقى فلسطين بوصلة للعمل، لافتاً إلى أنها ينبغي أن تكون قضية الجميع وإذا ما وجدنا حلولاً للتحديات في فلسطين، ستجد دول العالم حلولاً لمشاكلها، كما قال إن الحديث عن "إسرائيل" دولياً ينبغي أن يكون في سياق وصفها بـ "الدولة الاستعمارية الاستيطانية".
من جهتها تحدثت مريم الجعجع، مديرة العربية لحماية الطبيعة عن وجوب تقديم مساعدات غذائية غير مشروطة للبلدان التي تعيش أزمات، حيث زادت خلال فترة كورونا نسبة المساعدات الغذائية، نظراً إلى الحاجة الملحة لذلك، لكن زاد في المقابل توظيفها كأداة ضغط على الدول وشعوبها، مضيفة أنه ومنذ 2018 انخفضت معظم المساعدات الإنسانية بنسبة تقدر بـ 77%، فيما شهد العالم زيادة مضطردة في المساعدات العسكرية.
وزادت الجعجع بالقول إن المساعدات لا تذهب إلى البلاد الأكثر تهميشاً وفقراً، وتطرقت إلى توظيف المساعدات في فلسطين كمثال، تحديداً في ملفات "الأونروا، وصفقة القرن"، في حين تتدفق المساعدات الأمريكية إلى "اسرائيل"، كما ذكّرت بخطوات الاتحاد الأوروبي مؤخراً، وطلبه من منظمات المجتمع الفلسطينية الالتزام بعدم تقديم أي دعم إنساني لعائلات أفرادها ينتمون بحركات شعبية، كشرط لقبول التمويل "الإنساني والإغاثي".
إلى ذلك، تحدثت عن ضرورة المطالبة برفع العقوبات عن الدول والتي تعتبر بمثابة عقاب جماعي مخالف للقانون الدولي، ويؤدي إلى مشاكل مزمنة في التنمية البشرية، ولفتت إلى أهمية إنهاء الحروب العسكرية والحصار في (اليمن، والسودان، وزيمبابوي، وإيران، وسوريا، وكوريا الشمالية، وأمريكا اللاتينية "كوبا، وفنزويلا، وبوليفيا")، فكل هذه الدول تتعرض لحصار ظالم، فضلاً عن غزة التي ترزح تحت حصار اسرائيلي منذ 13 عاماً.
وفي الإطار إياه، نوهت الجعجع إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل انشغال العالم بأزمة كورونا، لزيادة اضطهاده واستهدافه للموارد والأراضي والمضي قدماً في مشاريع الاستيطان.