العربية لحماية الطبيعة | عمان – zoom
6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
قدمت المديرة العامة للعربية لحماية الطبيعة، مريم الجعجع، ردوداً صريحة بشأن الإبادة الجماعية في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحفي دولي تحت عنوان "فلسطين غير المسموعة"، نظمته منظمة A Growing Culture الأمريكية وحضره أكثر من 90 صحفياً وكاتباً.
وبينت الجعجع جذور أزمة الغذاء في غزة، كما شددت على أن الإبادة الجماعية المستمرة تتجلى من خلال تكتيكات التجويع والتعطيش، حيث فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والوقود، ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وقد أدى هذا الوضع المزري إلى لجوء الناس إلى أكل الخبز المتعفن والطعام منتهي الصلاحية. كما ناقشت التدهور المقلق لمصادر المياه بسبب الهجمات والتفجيرات التي يستهدفها الاحتلال على البنية التحتية للمياه والألواح الشمسية. يثير هذا الوضع مخاوف كبيرة بشأن العطش وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، خصوصاً بين الأطفال الذين يشربون المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب وهي ذاتها المستخدمة لتحضير الحليب الصناعي في الحالات التي يتوفر فيها هذا الحليب. وبينت كثافة القصف، مشيرة إلى أن الاحتلال ألقى أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين، وأن استخدام الأسلحة المحرمة مثل القنابل العنقودية والفوسفور الأبيض، زاد من خطورة الوضع.
واستعرضت الجعجع في مناقشة الروايات السائدة التي تتم صياغتها بشكل استراتيجي لتشكيل موافقة على هذه الإبادة الجماعية، وإزالة أي رفض أخلاقي لها، وذلك بتشبيه الفلسطينيين بالوحوش والصراصير، وهو وصف غير إنساني يبرر الفظائع. وهذا التكتيك استخدام سابقاً في المآسي التاريخية مثل المحرقة والإبادة الجماعية البوسنية. كما سلطت الضوء على أن الأحداث الجارية لم تبدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكنها تعود إلى أكثر من قرن من الزمان إلى بدايات احتلال فلسطين قبل 75 عاماً.
ولفتت الجعجع أيضاً إلى توسع المشروع الاستعماري في الضفة الغربية، حيث وصل الآن عدد المستعمرين إلى 750,000 فرد يقطنون في 145 مستعمرة رئيسية وبؤرة ووحدات استيطانية. ومن بين هؤلاء المستعمرين غير الشرعيين، عشرات الآلاف الذين تم تسليحهم واستهدفوا مزارع الفلسطينيين بمهاجمتها بشكل ممنهج، مما أدى إلى ارتقاء المزارعين الفلسطينيين. كما تعرضت العديد من التجمعات البدوية للتهجير القسري، بالإضافة إلى ذلك، توقفت التصاريح التي تسمح للفلسطينيين بعبور الخط الأخضر، مما فتح الباب أمام المستعمرين لاختطاف العمال الفلسطينيين وإذلالهم، وهذا يعيد للذاكرة جرائم الحرب التي ارتكبت في أبو غريب في العراق. كما أكدت أن هناك أكثر من 5,000 رهينة فلسطينية، من بينهم 200 طفل، محتجزون في السجون الإسرائيلية، منهم 1,300 محتجزون دون تهم رسمية.
واختتم الجعجع حديثها بتشجيع الصحفيين الحاضرين على وقف تناقل الروايات الكاذبة والعمل كأصوات حرة ومستقلة تفضح الأخبار والدعاية التي لم يتم التحقق منها. وناشدتهم تسليط الضوء على قصص الفلسطينيين الذين فقدوا، مشددة على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للنضال المستمر والذي يمثل 100 عام من الفصل العنصري والاستعمار. كما شجعتهم على متابعة عمل الصحفيين والناشطين الذين يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة. وأخيرا، حذرت من المعايير المزدوجة للغرب، مؤكدة أن التاريخ سيوثق نفاق وصمت المتواطئين في الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
لمشاهدة المؤتمر الصحفي اضغط هنا.