بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، الذي يصادف السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر، تحدث العضو المؤسس في الجمعية العربية لحماية الطبيعة المهندس حسن الجعجع عن أهم التحديات البيئية والصحية التي تواجه الأمن الغذائي في العالم وفي المنطقة العربية بشكل خاص، وعن الجهود المبذولة من قبل الدول والشعوب لتلبية الحاجات الأساسية للسكان، وذلك في مقابلة أجرتها معه قناة الميادين ضمن برنامج الصحية بتاريخ 17 أكتوبر / تشرين الأول 2021.
يرى المهندس حسن أنه وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة خصصت يوماً عالميا للبحث في قضية الغذاء على مستوى العالم، إلا أن العالم ما زال يواجه مزيداً من التدهور على شتى المحاور، فهناك تدهور في المجال البيئي، وازدياد في عدد السكان الجوعى، وتلوث أكبر في المياه، وتدهور في الغطاء النباتي وارتفاع في درجة حرارة الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى أزمات إنسانية عالمية، تستوجب على الدول وعلى منظمات الأمم المتحدة وعلى المجتمع المدني التحرك لايجاد حلول مناسبة لها.
"واضح أننا لسنا على الطريق الصحيح" يقول المهندس حسن، فالنتائج والإحصائيات التي تضعها وتنشرها الأمم المتحدة تؤكد حصول هذا التدهور كل عام، خصوصاَ في آسيا وإفريقيا ويتبعها أمريكا الجنوبية، هذا يعني أن الخطط وتنفيذ الخطط التي تمارس لا تؤتي أكلها، بحسب تعبيره.
وعن من يتحمل المسؤولية عن هذا التدهور، اعتبر الجعجع أن الحكومات تتحمل جزء من المسؤولية بسبب نظام الاستهلاك الذي يؤثر في التوازن البيئي، لكن هناك دور كبير تلعبه الشركات الكبيرة المتعددة الجنسية التي تعمل على مراكمة الأرباح على حساب الاستدامة للبيئة الزراعية والمجتمعات الزراعية، بالاضافة إلى ذلك هناك دور سلبي يلعبه المجتمع بسلوكيات عدم احترام البيئة وزيادة التلوث.
وذكر الجعجع أمثلة على ممارسات دولية أثّرت على الاستدامة البيئية والأمن الغذائي العالمي، كأزمة استخدام الفحم الحجري، وأزمة قطع الأشجار في أمريكا الجنوبية من قبل الشركات الأمريكية الكبيرة بهدف استبدال الغابات بزراعة الأعلاف، وأزمة العدالة في توزيع الحصص المائية بين الدول، كما ذكر ظاهرة التقزم بسبب سوء التغذية، وظاهرة الحصار الدولي واستعمال الغذاء كسلاح ضد الشعوب والناس.
لكن، إن كانت ممارسات حكومات الدول حول العالم تهدد الأمن الغذائي للشعوب، فإن هناك دور مهم على الشعوب أن تدركه، يتمثل في تغيير العادات الغذائية، كتقليل نسبة استهلاك اللحوم وزيادة نسبة استهلاك الحبوب والبقوليات، واستغلال الثروة السمكية بشكل مسؤول، والسعي للسيطرة على التلوث الحادث بالمياه الجوفية عن طريق التخفيف من الاستخدام المفرط للأسمدة، وأخيراً تخفيف استخدام البلاستيك لتقليل تلوث البحار الذي يؤثر على الثروة السمكية وينعكس علينا بالأمراض.
لكن الجهود الفردية لا تكفي وحدها، فعلى منظمات المجتمع المدني دور أيضا، وهو ما قامت به مؤخراً الجمعية العربية لحماية الطبيعة، من خلال مساهمتها في تنظيم قمة الشعوب للأنظمة الغذائية التي أقيمت بالتزامن مع قمة الأمم المتحدة للغذاء في نيويورك ، حيث دعت قمة الشعوب لمقاطعة قمة الأمم المتحدة بسبب دعمها للشركات الدولية التي لها مساهمة كبرى بالتدهور البيئي والغذائي بالعالم، بينما انحازت عشرات منظمات المجتمع المدني في قمة الشعوب نحو المزارعين والمجتمعات الفلاحية على مستوى الكرة الأرضية.
أما عن دور الحكومات، فاعتبر الجعجع أن المشاكل التي تهدد العالم من ناحية البيئة والغذاء لا تشكل تهديدا على مستوى الدولة الواحدة، وإنما على مستوى الأقاليم، ولا تتم معالجتها إلا عبر شراكات حقيقية ما بين المجتمع المدني الذي يمثل مصالح الناس، والأنظمة الحكومية التي من المفترض بها أن تسهر على مصالح شعوبها، والحفاظ على الأمن الغذائي فيها، وتطوير البرامج الزراعية، ولا تتأثر أو تخضع لمشيئة وضغوط القوى العالمية.
يمكنكم مشاهدة المقابلة كاملة من خلال الضغط على الرابط التالي: https://youtu.be/3IIW7j-E6lM