العربية لحماية الطبيعة| باقة الشرقية – طولكرم
10آذار/ مارس 2023
قرى وبلدات زراعية كثيرة تغير تاريخها في اليوم الذي شرع الاحتلال بترسيم ما يسمى الخط الأخضر (الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 وبقية فلسطين التاريخية). هكذا دخل سكان غرب محافظة طولكرم على وجه التحديد، أحد خطوط التماس الحرجة، مرحلة جديدة من المقاومة بالوجود، ولم يكن أهالي باقة الشرقية استثناءً.
في وقت ما لم يكن هناك سوى باقة واحدة إلى أن شقها الاحتلال إلى نصفين وابتلع الجهة الغربية داخل الأرض المحتلة عام 1948، فيما بقي الجزء الشرقي عرضة للمطامع الاستيطانية، خصوصاً وأن مساحة القرية تبلغ 4,000 دونم، تشكل الأراضي الزراعية بالغة الخصوبة منها 86%.
عندما توجه فريق العربية لحماية الطبيعة لبلدة باقة الشرقية، كان يعرف كيف يسجنها جدار الفصل العنصري، ويعزلها عن قلب محافظة طولكرم التي يبعد عنها 17كم فقط، لكن لقطع هذه المسافة القريبة يتوجب على أهلها وأهالي بلدتي نزلة عيسى ونزلة أبو نار، وكل من يقصد تلك المنطقة المرور من بوابة حديدية أقامها جيش الاحتلال، تفتح ساعة في الصباح وساعة بعد الظهر وتخضع لمزاجية الاحتلال، وبشكل عام تكون مغلقة خصوصاً في الأحوال الجوية الصعبة الحارة والباردة، وقد ينتظر الفلسطينيون ساعات للمرور دون أي استثناء للمرضى وحالات الولادة.
بتواصل الأهالي مع العربية لحماية الطبيعة، ومع واقع الحصار هذا كان لابد من تأمين الأهالي بمصدر ثابت لغذائهم وحماية أراضيهم من المصادرة كهدف رئيسي، لاسيما مع توسع جدار الفصل العنصري شرق الخط الأخضر. فيما جاء تخفيض نسبتي الفقر والبطالة بين سكان البلدة كهدف أساسي آخر حيث انعكست الاقتحامات والاغلاقات مع وجود جدار الفصل والبوابة على الأوضاع الاقتصادية.
واستكمالاً لمشاريع الزراعة السابقة في القرية، تمت زراعة 1,920 شجرة زيتون ولوزيات وحمضيات وجوافة، في مساحة غطت 70 دونم من البلدة، ضمن المشاريع المخصصة لمحافظة طولكرم.