200 شجرة زرعتها العربية لحماية الطبيعة تحيي تاريخ ثورة البراق في بيت إجزا بدعم أحمد شريم
الصورة

العربية لحماية الطبيعة| بيت إجزا – القدس

كانون الثاني/ يناير 2024

تسعى المنظمة العربية لحماية الطبيعة بشكل دؤوب وضمن برنامجها زراعة "المليون شجرة" إلى حماية الأراضي الفلسطينية من المصادرة عبر غرسها بالأشجار حتى لا يسري عليها قانون البور الذي تتلاعب به "إسرائيل" لتوسيع مستعمراتها وخصوصاً في القدس، حيث خصصت المنظمة 40 ألف شجرة مثمرة لزراعتها في قرى محيط القدس للموسم الزراعي 2024.

يعود تاريخ الاستعمار الصهيوني في فلسطين للقرن الـ 19، وفي بيت إجزا القرية الصغيرة شمال غرب القدس تاريخ مع أولئك المستعمرين الأوائل، الذين حلوا بركبهم المشبوه في القرية عام 1895 وغادروها بعد عدة أعوام، إلا أن الصهاينة عادوا للموقع عام 1924، وبنوا مستعمرة "جفعون حداشاه" وفي هذه الجولة تصدى الأهالي للخطر المحدق بوجودهم، مشتركين في ثورة البراق، وتكللت جهودهم بطرد المستعمرين وحماية القرية.

بقي موقع المستعمرة نقطة ارتكاز يريدها الاحتلال ضمن خطط الاستيطان فيما يسمى الحزام الشمالي للقدس، فأعيد استعمار الموقع عام 1977 كنقطة لبرنامج "ناحال" شبه العسكري الذي يجمع الخدمة في الجيش والعمل الزراعي، لكن المستعمرة بشكلها الحالي بنيت عام 1980 على مساحة 358 دونم، من الأراضي المصادرة من عدة قرى، أكثر من 44% منها من أراضي قرية بيت إجزا.

في تواصل العربية لحماية الطبيعة عبر برنامجها في فلسطين "المليون شجرة" مع مزارعي بيت إجزا، بدا واضحاً تحديهم للواقع الذي فرضه الاحتلال على امتداد 4,500 دونم تمثل مساحة القرية التي تقع معظم أراضيها تحت السيطرة الإسرائيلية مانعة الأهالي من البناء فيها إلا على 8% منها فقط، أما الأراضي الزراعية، فلا يستطيع المزارعون فلاحتها أو حصادها إلا بإذن إسرائيلي مسبق وفق تصاريح فردية تحتكم للمزاجية الصهيونية وخصوصاً بعد خلع القرية من امتداها التاريخي المقدسي، وعزلها عن محيطها، وبناء جدار الفصل العنصري الذي صادر 1,500 دونم منها أيضاً، كل ذلك لتسهيل مصادرة أراضيها؛ لذلك أنجزت العربية لحماية الطبيعة نشاط استثنائي لزراعة 200 شجرة بالتعاون مع جمعية النهضة الريفية لقرى شمال غرب لقدس، وبدعم من السيد أحمد أمين شريم.