رداً على قطع المستعمرين لمئات الأشجار من أرضه.. العربية لحماية الطبيعة تعيد إحياء أرض الفلاح مشاعلة
الصورة

عادت البسمة تزين وجه المزارع الفلسطيني "أبو فراس" بعدما قامت العربية لحماية الطبيعة بإعادة زراعة أرضه التي تعرضت لاعتداء المستعمرين قبل نحو شهر في بلدة الجبعة - بيت لحم، ورصدت آنذاك بعض العدسات بكاءه وصدمته من مشهد الخراب الذي حل بأرضه.

وكانت مجموعة من المستعمرين قد داهمت أرض "أبو فراس" ليلاً وقطعت عدداً كبيراً من أشجار الزيتون المعمّرة، كانت مصدر قوت أساسي له ولعائلته، في حلقة من مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أرضه بهدف إجباره على الرحيل والاستيلاء عليها.

وفور الاعتداء الأخير وتحت شعار "لست وحدك" قامت العربية لحماية الطبيعة بحشد الدعم اللازم من أصدقائها الذين تفاعلوا مع القصة وجادوا بالأموال من أجل إعادة زراعة أشجار الزيتون، وهو ما جرى بالفعل حيث زرعت "العربية" نحو 150 شجرة كبيرة الحجم، كما أنشأت سياجاً كاملاً على كامل محيط الأرض بطول 500 متر للحيلولة دون مزيد من الاعتداءات، إضافة إلى تعويض المزراع عن خسائره في هذا الموسم.

وشهدت فعالية إعادة إحياء أرض المزارع المستهدف حضوراً إعلامياً لافتاً ومبادرة من عشرات المتطوعين للمشاركة في الزراعة، وعبر المزارع "أبو فراس" عن سعادته الغامرة بهذه المبادرة مؤكداً ثباته في أرضه، وأن جرائم الاحتلال المتواصلة لن تزيده إلّا تمسكاً بأرضه والحفاظ عليها.

وقالت رزان زعيتر، رئيس العربية لحماية الطبيعة، "إن مشهد الإحياء بعد الخراب يجسد الرسالة الأسمى التي أردنا إيصالها، بعدما شعر هذا المزارع بوقوفنا وثباتنا معه، وأيقن بأنه ليس وحده في صموده ضد الاحتلال الذي يواصل غطرسته صباح مساء".

وأضافت زعيتر أن ترميم مزرعة مشاعلة يأتي في إطار الدور الطبيعي للـ"العربية" وسعيها لتثبيت صمود المزارعين الفلسطينيين من خلال البرنامج الذي انطلق قبل عشرين عاماً، "المليون شجرة" في فلسطين، ورفع شعار "يقلعون شجرة.. نزرع عشرة"، وتمكن منذ بدء تنفيذه وحتى اليوم من زراعة ما يزيد عن مليونين ونصف المليون شجرة مثمرة ساهمت في دعم ٢٨ ألف مزارع في عموم فلسطين.

وتتعرض محافظة بيت لحم لهجمة استعمارية شرسة، تهدف إلى تقطيع أوصالها والضغط على أبنائها لمغادرتها وإخلاء الأراضي، عبر التضييق وبناء المستعمرات والطرق الالتفافية وتكثيف الاعتداءات.