"نحن حركة خضراء شعبية، لنا شركاء كثيرون، ويسعدنا أن نضع خبراتنا وطاقاتنا مع مبادرة السعودية الخضراء، ومع جميع المبادرات المشابهة لها، إلى أن تمتد أشجارنا من الخليج إلى المحيط" بهذه الكلمات شاركت رئيسة الهيئة الإدارية للجمعية العربية لحماية الطبيعة المهندسة رزان زعيتر حلمها بوطن عربي أخضر، في كلمتها التي ألقتها أمام المشاركين في قمة الشباب الأخضر في العاصمة السعودية الرياض، يوم الأحد 24 أكتوبر / تشرين الأول 2021.
وافتتحت زعيتر بالتذكير بأهمية حماية وزراعة الأشجار، ليس فقط لأهميتها القصوى في حفظ التنوع الحيوي وحماية التربة وإيقاف التصحر ومكافحة التغير المناخي، ولكن لمواجهة الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي، خصوصاً أن الإقليم العربي يعتبر أكبر مستورد للغذاء في العالم.
واستعرضت زعيتر في كلمتها خبرة امتدت لمدة 35 سنة من تأسيس شركة سنابل لهندسة الحدائق والمواقع والتصميم الحضري، وتأسيس الجمعية العربية لحماية الطبيعة، وإطلاق حملتي القافلة الخضراء في الأردن والمليون شجرة في فلسطين، وتقديم "مقترح طريق الشجر العربي" الذي وافقت عليه لجنة مكافحة الجوع في الجامعة العربية مؤخراً.
إن هذا النشاط الذي قامت به العربية لحماية الطبيعة على مدار عشرين سنة حقق نتائج كبيرة على أرض الواقع، حيث بلغ عدد الأشجار المزروعة مليونان و600 ألف شجرة في مختلف أنحاء فلسطين والأردن، واستفاد من المشروع أكثر من 32 ألف مزارع، يعيلون أكثر من 230 ألف فرد.
وفي سؤال وجه إليها حول النصيحة التي توجهها لهذه المبادرة، أجابت المهندسة زعيتر: "إن التشارك بين القطاع العام والخاص مهم جداً في كافة مراحل المبادرة، مع إشراك القطاع الأكاديمي والمجتمع الأهلي والمدني في كافة المراحل"، كما نصحت زعيتر أن يستفيد القائمون على هذه المبادرة من الخبرات المثيلة في العالم العربي، وأن يأخذوا الدروس المستفادة منها.
وفي ختام كلمتها، دعت المهندسة زعيتر إلى دراسة حاجات البلد الحقيقية، وإلى تحديد الأولويات بطريقة تشاركية والإيمان بقدرات الشباب وبالموروث الحضاري والثقافي واللغوي، بجانب الاهتمام بالعلم والبحث والتكنولوجيا الحديثة والمأسسة.
كما دعت لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية عن طريق الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع الجوانب البيئية، وتعزيز مفهوم العمل التطوعي والانتماء والعمل الجماعي، وأخيراً دعت إلى الثقة بأن أي عمل صغير مع المثابرة ممكن أن يصبح عملاً عظيماً.