شاركت م. زينة الجعجع كمتحدثة باسم العربية لحماية الطبيعة برفقة مجموعة مميزة من المتحدثين في فعالية تحت عنوان (عن فلسطين، من فلسطين، إلى فلسطين) من تنظيم بيتشا كوتشا - عمان، (6 أيلول\سبتمبر 2021).
وبينت الجعجع خلال الندوة سياسة الاحتلال الإسرائيلي من التدمير البيئي والزراعي التي ينتهجها في فلسطين والدول المحيطة بها، مشيرة إلى الانتهاكات البيئية المتواصلة في لبنان والحدود الأردنية الفلسطينية في الأغوار الشمالية من قبل الاحتلال، حيث يعمد الأخير إلى إستغلال حركة الريح لإشعال وتدمير مئات الدونمات من الأراضي الزراعية الغورية.
وبثت الجعجع نبذة تعريفية شاملة عن الجمعية العربية لحماية الطبيعة، مبينة أنها "حركة خضراء" مستقلة وغير ربحية، ولها تأثير محلي عبر المشاريع التأهيلية التنموية، وتأثير إقليمي عبر الدفاع عن وتبني مطالب وتطلعات صغار المزارعين في المنطقة العربية، بالإضافة إلى التأثير الدولي من خلال الانخراط والمشاركة بعدد من المنتديات والمنابر العالمية.
ولدى شرح دوافع قيام "العربية"، قالت م. زينة إن الكيان الإسرائيلي يقلع -وفق إحصائيات- في كل دقيقة شجرة، ضمن حرب ممنهجة تستهدف أشجار الزيتون والأشجار المثمرة ومصادرة الأراضي؛ من أجل نزع قيمة تمسك الفلسطينيين بأرضهم، بالإضافة إلى سلبهم أرزاقهم والتنغيص عليهم والحيلولة دون وصول المزارعين إلى بساتينهم، وذلك في محاولات لإقناعهم بمغادرة أراضيهم لصالح إقامة المشاريع الاستعمارية، كما عرجت على استغلال الاحتلال للقوانين وتطويعها من أجل سرقة الأراضي من أصحابها.
وبينت أن الاحتلال قلع حتى اليوم أكثر من 3 ملايين شجرة، ويعمد إلى الإعدام المتواصل للأشجار وسرقة الأشجار المعمرة، من أجل زراعتها في المستعمرات، أو بيعها بملايين الدولارات في البازارات العالمية، كما شرحت كيف يركز الاحتلال على تدمير الثروة الحيوانية والنباتية خلال عدوانه وحروبه على قطاع غزة، لافتة إلى الخسائر الناجمة عن العدوان الأخير على القطاع بلغ أكثر من 200 مليون دولار.
وتصدياً لذلك كله، أوضحت الجعجع أن العربية لحماية الطبيعة عملت بعناد في إعادة زراعة الأشجار المقتلعة ضمن برنامج المليون شجرة، تحت شعار "يقلعون شجرة.. نزرع عشرة"، وقالت إن الجمعية تمكنت حتى اليوم من زراعة مليونين و700 ألف شجرة مثمرة، تركت نتائج مدهشة على صعيد تثبيت صمود المزارعين وحماية الأراضي، حيث استطاعت الجمعية من خلال هذه الأشجار تمكين أكثر من 29 ألف مزارع فلسطيني.
ونوهت إلى أن ثمة محددات ومعايير صارمة لدى القائمين على الجمعية في تلقي التمويل، مؤكدة أن الجمعية لا تقبل سوى بتمويل غير مشروط وغير مدجن، الأمر الذي يترك تحديات أمام الجمعية، لكن التعويل دائماً على الأيادي العربية الوطنية، وفق الجعجع.
وبينت أن "اسرائيل" بدأت تلحظ آثار أعمال العربية لحماية الطبيعة على الأرض، الأمر الذي جعلها تضع ميزانيات لمراقبة الجمعية، والسعي إلى تكثيف أنشطة قطع الأشجار، كما نوهت إلى التضييق التي تتعرض له صفحة "العربية" على فيسبوك، والذي يحول دون وصول أعمالها إلى المتابعين، منادية بضرورة المبادرة بالدعم الإعلامي من الجميع.
وشارك بالندوة كل من المتحدثين (لمى شحادة، شذى صافي، إبراهيم الهندي، طارق البكري، مجد مشهراوي) بالإضافة إلى عدد من المتابعين والمهتمين.