الجعجع: حلول الحكومات حول مشاكل الغذاء سريعة ومحدودة التأثير
الصورة

استضافت شبيبة القطاع الفلاحي في المغرب، مريم الجعجع، المدير العام للعربية لحماية الطبيعة (إحدى منظمات الشبكة العربية للسيادة على الغذاء)، كمتحدثة رئيسية باسم الشبكة في الندوة الرقمية التي جاءت تحت عنوان "السيادة الغذائية اليوم في ظل جائحة كورونا" (17 تشرين أول\اكتوبر 2020).

وشارك في الندوة التي تزامنت مع يوم الغذاء العالمي، واليوم العالمي للقضاء على الفقر، كل من بديعة أعراب، الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي - المغرب (عضو الشبكة)، إضافة إلى فيصل أوشن من النقابة الوطنية للفلاحين في المغرب، وأدار الندوة بدر أوريش، الكاتب العام لشبيبة القطاع الفلاحي.

وطرحت الندوة تقييماً وتشخيصاً لواقع السياسات الفلاحية القائمة في العالم العربي، وقدمت بعض الحلول والطروحات البديلة، كما ناقشت أوضاع وظروف صغار المزارعين مع التطرق إلى أهمية دورهم في تحقيق السيادة الغذائية، وألقت نظرة على مساهمات المنظمات الدولية والإقليمية في هذا الإطار.

وقالت الجعجع خلال الندوة إن السيادة الغذائية هي شرط مسبق لتحقيق الأمن الغذائي الحقيقي والمستدام، وهي حق الشعوب في تحديد السياسات المرتبطة بالنظم الغذائية والزراعية، مشددة على أنه لا سيادة على القرار السياسي دون السيادة على الغذاء، مضيفة أن هذا الربط بين إنتاج الغذاء والاستقلال جرى استغلاله من قبل قوى امبريالية عبر عقود طويلة وكانت النتيجة تهميش المزيد من المزارعين وتدمير وسرقة الموارد الإنتاجية وإغراق الأسواق بالمنتجات.

وبينت كيف كشف وباء كورونا عن هشاشة الأنظمة الغذائية العالمية، وزاد نسب الفقر والجوع وتآكل الحقوق في مختلف دول الإقليم، مضيفة أن انعدام الأمن الغذائي أكثر ما يتجلى في الأزمات ومناطق العالم التي تشهد حروباً أو احتلالات، حيث يصبح شكلاً من أشكال العقاب الجماعي الذي ينتهك القانون الدولي، ولا سيما الحق في الغذاء.

وأضافت أن ما هو مثير للقلق إزاء فيروس كورونا يتمثل في الأثر الاقتصادي والسياسي للفيروس على المنطقة، والذي قد يكون أكثر تدميراً من المرض نفسه، وأثره المؤقت على الأمن الغذائي، ففي فلسطين مثلاً، وخلال انشغال المجتمع الدولي والمدني في تطورات هذا الفيروس ازدادت انتهاكات الاحتلال من تدمير و سرقة الأراضي، واتضح ذلك من انكشاف خطة سرقة الغور الفلسطيني وهو سلة الغذاء الفلسطيني الذي ينتج ٦٥٪ من غذاء الضفة ويشكل ٣٠٪ من مساحته، كما عرجت على آثار الوباء على غزة واليمن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان، من النواحي الغذائية والاقتصادية والسياسية.

وعن الحلول، قالت الجعجع التي تدير المنظمة العربية لحماية الطبيعة إن ردود الفعل الرسمية لحكومات الدول غير كافية، حيث اتسمت معظمها بأنها سريعة ومؤقتة التأثير، وترتكز على المساعدة الإنسانية قصيرة المدى دون السعي إلى معالجة العوامل الجذرية وراء هشاشة النظام الغذائي، موصية بضرورة إدماج منتجي الغذاء والمتأثرين من الجوع في التخطيط والتنفيذ للمشاريع الزراعية.

وزادت بالقول إن أزمة كورونا على صعوبتها إلا أنها قد تشكل فرصة للنهوض بالزراعة من خلال العمل على المستوى المحلي و الإقليمي والدولي، عبر تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي والوصول إلى الموارد، والتشبيك والعمل مع المجتمع المدني في المنطقة العربية، ومحاولة بلورة ومتابعة توصيات تجسد أصوات صغار الفلاحين وتنقل حلولاً حقيقية فعالة.