ما لم يقله ياقوت الحموي عن الأشجار التي حمت ياسوف!
الصورة

العربية لحماية الطبيعة| ياسوف - سلفيت

لم يخطر ببال الرحالة المعروف "ياقوت الحموي" أن قرية "ياسوف" التي مر بها في القرن الأول الهجري، وكتب عن رمانها، ستكون حبيسة استعمار وحشي سرق آلاف الدونومات من أراضيها لإقامة المستعمرات والبؤر الاستيطانية والطرق الالتفافية.

هناك، إلى الشرق من محافظة سلفيت وعلى أراضي البلدة الوادعة ياسوف، غرس الاحتلال مستعمرة أرئيل عام 1978، التي أنشأتها حركة "غوش إمونيم" الاستيطانية، فكانت واحدة من أربع مستعمرات مصنفة كمدن رئيسية (بلدية) ذات كيان مستقل عن باقي المستعمرات في الضفة الغربية المحتلة.

تعد مستعمرة أرئيل أكبر تجمع استيطاني في المنطقة، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 20 ألف مستوطن، من المتدينين المتطرفين أتباع "مائير كهانا" الذي كان يدعو إتباعه إلى طرد العرب الفلسطينيين من أراضيهم.  بدأ التخطيط لها عام 1967 بمصادرة الأراضي من عدة قرى منها ياسوف.

ما يجعل ياسوف في قلب الحدث قربها من حاجز "زعترة" العسكري الذي يحدها من الشرق، فيما تسد مستعمرة أرئيل الجهة الغربية منها، أما الجهة الشمالية والجنوبية فتشكل مستعمرتا كفار تفوح ورحاليم التابعتين لمجلس إقليمي شمرون حائط صد.

تحركت العربية لحماية الطبيعة إلى القرية لحماية الأراضي من المصادرة، وذلك بتخصيص 924 شجرة مثمرة. جاء هذا التحرك كون القرية تعاني من توسع استيطاني متجدد عبر بؤرة تفوح الجديدة المقامة عام 2000، حيث صودرت 100 دونم جديدة لإقامتها، إضافة لمصادرة الأراضي لشق ثلاث طرق التفافية سلخت القرية عن القرى المجاورة وهي طريق عابر السامرة رقم (505)، وطريق عابر السامرة رقم (5)، وطريق رقم (60) الذي يمر بأراضي قرية ياسوف من الجهة الجنوبية.