العربية لحماية الطبيعة | تايلاند
أيلول/ سبتمبر 2022
بعد هزيمة دول المحور وتفتت الإمبراطورية العثمانية والتي كان كل الوطن العربي جزءاً منها، قامت المملكة المتحدة ممثلة بوزير خارجيتها مارك سايكس، وفرنسا ممثلة بوزير خارجيتها فرانسوا جورج بيكو، باقتسام المنطقة وفق الاتفاقية السرية بينهما سايكس بيكو، في عام 1916، وبموجبها سيطرت فرنسا على لبنان وسوريا والمغرب العربي، بينما سيطرت إنجلترا على الأردن وفلسطين والعراق وكل دول الخليج قاطبة، هكذا خُلقت كيانات ضعيفة ومشرذمة تابعة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للدول المسيطرة، وبالتوازي تم تأسيس المشروع الصهيوني في فلسطين، كقلعة عسكرية تحمي مصالح الغرب وتضمن فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، وتبقي على ديمومة الخلل في التوازن الداخلي في هذه البلدان وفي المنطقة ككل، وبالتالي إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
هذه الكيانات المشوهة شكلت للغرب مصادر لسرقة كافة الثروات الطبيعية إضافة لكونها أسواق استهلاكية لمنتجاته، كما شكلت خزّاناً لاستخدام قواه الشابة في حروبها الاستعمارية للسيطرة على شعوب أخرى، ولدى هيمنة الامبريالية الأمريكية على أوروبا الغربية في وقت لاحق، امتد هذا النفوذ بشكل تلقائي للمنطقة العربية وتمكنت واشنطن عبر الوجود العسكري المباشر وعبر المؤسسات المالية والدولية من تشويه وربط السياسات الاقتصادية للدول العربية المستقلة شكلاً بالمصالح الامبريالية، وذلك عبر التركيع الاقتصادي، وإشعال الحروب البينية، وفرض العقوبات على كل دولة تحاول إرساء مشروعها الوطني التحرري، وأخيراً ممارسة الحرب النفسية على سكان المنطقة لخلق تناقضات داخلية وهمية.
هذا الواقع سبّب انحرافاً رسمياً عن التصدي لإسرائيل، العدو الأساسي للإقليم، وكذلك عن العمل الجاد نحو تحقيق التنمية والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي العربي، اللذان يشكلان خارطة الطريق الصحيحة والوحيدة للخروج من هذا الواقع.
في ظل هذا الواقع السيء، يأتي الأمل، حيث نشأت مقاومات في أغلب الدول العربية، كرد فعل طبيعي وفعال على استراتيجيات الأعداء، ومنها المقاومة الرادعة المسلحة كما في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، والتي تكاملت مع نضالات الشعب العربي في الكثير من الأقطار العربية مثل السودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، وشكلت جبهة للصمود والمقاومة والردع للعدو الصهيوني والممانعة للهيمنة الغربية، وبالتحالف مع القوى الإقليمية الأخرى مثل إيران التي تتشارك بالمصالح والتوجه، وتتلاقى مع قوى دولية كروسيا والصين اللتان لهما مصالح مباشرة بإسقاط واقع القطب الواحد عالمياً.
لدينا الآن معاً مهمات مفصلية لتشكيل جبهة عالمية للدفاع عن شعوبنا ومصالحنا. ندعو الجميع للعمل على صيانة السلم الأهلي الداخلي بين مكونات كافة الشعوب، وبنفس الأهمية العمل على التنمية الداخلية والسيادة الغذائية، ودعم كل قوى الردع ضد السيطرة الإمبريالية، كل ذلك وفقاً للأولويات الوطنية في كل بلد.