العربية والشبكة تعقدان موتمراً إقليمياً حول الأمن الغذائي في ظل الصراعات تحت رعاية وزير الزراعة اللبناني و بالتعاون مع منظمة الإسكوا | العربية لحماية الطبيعة
الصورة
العربية والشبكة تعقدان موتمراً إقليمياً حول الأمن الغذائي في ظل الصراعات تحت رعاية وزير الزراعة اللبناني و بالتعاون مع منظمة الإسكوا

نظمت العربية لحماية الطبيعة و الشبكة العربية للسيادة على الغذاء في ٢٩ آذار ٢٠١٨ في بيروت مؤتمراً إقليمياً حول مواجهة إنعدام الأمن الغذائي في ظل الأزمات، بالتعاون مع منظمة الإسكوا في بيروت وتحت رعاية وزير الزراعة اللبناني السيد غازي زعيتر.

حضر الإجتماع ممثلون عن الحكومات التي تشهد بلادها صراعات مثل اليمن وفلسطين والعراق والسودان وموريتانيا إضافة إلى المنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الأكاديمية والقطاع الخاص. تضمنت الجلسة الإفتتاحية كلمة لوزير الزراعة اللبناني، وأخرى لنائبة الأمين العام للإسكوا السيدة خولة مطر، وكلمة ثالثة لرئيسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء وعضو مؤسس في العربية لحماية الطبيعة م. رزان زعيتر، وترأس الجلسة رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد البحري في المغرب السيد عبد الله الدويهي.بدأ السيد غازي زعيتر، وزير الزراعة اللبناني، كلمته بالترحيب بالشبكة كقاعدة لقاء إقليمية متخصصة.

و نوه أن المنطقة العربية من الأكثر إعتماداً على الواردات عند الحصول على الغذاء، فهي أكبر مستورد للقمح في العالم. و ركز على أهمية ربط المساعدات الإنسانية بالتنمية الزراعية من خلال زيادة الإستثمار الزراعي البحثي والتكنولوجي، و دعم المزارعين الصغار، و أهمية وضع تشريعات أفضل لحماية الموارد الطبيعية المنتجة للغذاء.

أكدت خولة مطر على كون الأمن الغذائي هدفاً تنموياً ضمن أهداف التنمية المستدامة 2030. كما أعلنت عن تقرير "آفاق المنطقة العربية 2030: تعزيز الأمن الغذائي" الذي أطلقته الإسكوا و منظمة الفاو و الذي ركز على ثلاث محاور هامة للأمن الغذائي و هي الزراعة المحلية، و التجارة الموثوقة، و المهدور من الغذاء. في كلمتها الإفتتاحية، عرفت م. رزان زعيتر عن مبدأ السيادة على الغذاء كحق الشعوب والمجتمعات و الدول  في الغذاء و موارد انتاجه وحقها في تحديد أنظمتها الغذائية التي تناسبها.

وأضافت أن أهم وسائل تحقيق السيادة على الغذاء في الوطن العربي هي رفع الإستراتيجيات من مستوى التعاون الإقليمي إلى مستوى التكامل. و وضحت أن العربية لحماية الطبيعة والشبكة العربية للسيادة على الغذاء قادتا فريق التفاوض المشكل من قيادات المجتمع المدني الدولي في مفاوضات لجنة الأمن الغذائي العالمي، وهي أرفع منظمة عالمية معنية بالغذاء، لوضع إطار مفاهيمي حول تحقيق الأمن الغذائي في ظل الأزمات الممتدة (الحروب والصراعات والاحتلال) وهو محور نقاش الاجتماع.ونوهت زعيتر أن الإطار جاء منصفاً لأولويات المنطقة والذي تحقق بفضل المجتمع المدني العربي. وكشفت زعيتر في كلمتها أن العربية استطاعت وللمرة الأولى تحديد الاحتلال كسبب رئيس لانعدام الأمن الغذائي في العالم في إطار دولي.

 

تخلل الإجتماع نظرة عامة حول آثار الحروب على الأمن الغذائي من خلال أوراق عمل تقدم بها مختصون. حيث أكد مسؤول البرامج في المكتب الإقليمي للفاو السيد أيمن عمر، أن البلدان التي تعاني من الصراعات في المنطقة تنفق 21٪ - 67٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على كلف تأهيلية مرتبطة بالنزاع.

و أكد أن الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في سوريا في 6 سنوات توازي 16 مليار دولار. و وضح مسؤول الشؤون الإقتصادية في الإسكوا السيد فيديل بيرنيغو أن 80% من الأطفال الذين يعانون من التقزم في المنطقة يعيشون في الدول المعرضة للنزاعات.  أما رئيسة الجمعية العراقية للتغذية وسلامة الغذاء السيدة منى الموسوي، أشارت الى وجود ٢ مليوني عراقي يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن نسبة الفقر في العراق ارتفعت بسبب الأحداث الأخيرة إلى ٣٢٪ ، و الى ٤٠% في المناطق التي تتواجد بها داعش ، و أن العراق يواجه تحدياً كبيراً في إدارة مصادر المياه العابرة للحدود مع البلدان المجاورة، و أن سوء التغذية عند الأطفال أصبح من أصعب التحديات خاصة في المناطق غير الآمنة لصعوبة الوصول إلى الأساسيات كحليب الأطفال.  

و تحدثت السيدة راكيل مورينو رئيسة برنامج في برنامج الأغذية العالمي عن العلاقة الطردية الوطيدة بين الصراع وانعدام الأمن الغذائي والهجرة ، وأن أوضاع الدول ما بعد الحرب تكون هشة للغاية حيث تعود 40 % منها إلى الصراع في غضون عقد من الزمان. و بعدها تحدث رئيس الإتحاد الزراعي التعاوني اليمني السيد محمد بشير عن اليمن, و أشار أن 60-85% من السكان يعانون من إنعدام الأمن الغذائي و 7 مليون يعيشون في مجاعة و نوه أن برنامج الأغذية العالمي يقدم و مساعدات غذائية لأقل من نصف الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي و أشار أن الهجمات العشوائية تستهدف المرافق الزراعية والأسواق والمدارس والمراكز الصحية وطرق إمدادات الأغذية والمياه والصرف الصحي مما أدى الى تفشي الكوليرا في 21 من ال22 محافظة، و أشار أن القطاع الزراعي لقي خسائر بقيمة 6 مليار دولار بسبب الأضرار المادية و بسبب توقف دخل النفط الذي كان يغطي 70% من ميزانية الدولة. 

و نوهت السيدة فالنتينا كانديرون مسؤول شؤون إقتصادية أول في الإسكوا الى أن النزاعات تعيق التنمية البدنية و السلامة النفسية و بالتالي اﻟﺘﻌﻠﻢ وﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ و أكدت أن التدخلات المبكرة المختصة بتلبية حاجات الأطفال ضرورية جدا و هي في العادة مفقودة.    وعرضت المديرة التنفيذية لمنظمة العربية لحماية الطبيعة مريم الجعجع إطار العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأزمات الممتدة والتي شهدت 3 أعوام من المفاوضات حيث قامت العربية بقيادة المجتمع المدني، وأعطت المجتمعات المتضررة الأولوية في وضع الأولويات.  

ويشدد الإطار على الحاجة إلى دراسة الأسباب الجذرية لإنعدام الأمن الغذائي في النزاعات والأزمات الممتدة .وتضمن أحد عشر مبدأ وهي:

1- مواءمة السياسات الإنسانية والإغاثية

2- التركيز على الحاجات التغذوية

3- الوصول إلى السكان المتضررين

4- حماية المتضررين

5- تمكين النساء وتعزيز المساواة

6- ضمان التحليلات القائمة على الأدلة

7- تعزيز ملكية الدول والتشاركية والمساءلة

8- تعزيز التمويل الفعال

9- العمل بنهج يراعي حساسية النزاعات

10- إدارة الموارد الطبيعة

 11- تعزيز الحوكمة الوطنية

وخرج الاجتماع بأهم مقترح وهو تشكيل لجنة متابعة فنية تتألف من الشبكة العربية للسيادة على الغذاء ومنظمة الإسكوا ومنظمة الفاو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية ،وتقوم اللجنة بتعريف الإطار للوزراء العرب ووضع خطة لترجمة الإطار إلى مشاريع وبرامج.